تتواصل الانتقادات الشديدة لصحيفة “هاريتس” العبرية، والموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصا بعد خروجه لنسب سبب أحداث 7 أكتوبر لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، إسحاق رابين، الذي يعد أول زعيم اسرائيلي توصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، والمعروف ب ” اتفاق أسلو”.
وجاء في مقال نشرته الصحيفة، وتم توقيعه ب”أسرة التحرير “، أن نتنياهو يحاول الدفاع عن سياسته التي تعتمد القطيعة مع الفلسطينيين، بمبرر أن القطيعة تتفوق على سياسة السلام والاتفاقيات الثنائية لجلب الأمان للإسرائيليين، معتبرا أن مانهجه إسحاق رابين في 1993، هو سبب ماتعيشه إسرائيل اليوم فيما يهم المواجهات مع الفلسطينيين.
ووصفت الصحيفة المذكورة، كون تصريحات نتنياهو هي فقط مجرد فرار من تحمل مسؤولية مايحدث بخصوص الحرب على قطاع غزة حاليا بالكامل، مع الإشارة إلى رغم التناقضات التي يدلي بها، فإن هذا لا يثني نتنياهو من الخجل بالتباهي باتفاقيات تطبيع العلاقات مع البلدان العربية مثل المغرب والإمارات والبحرين.
ونتنياهو، دائما يحلم، كما ذكرت “هاريتس ” بتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، في ذات الوقت الذي يسيء فيه لاتفاقيات تطبيع العلاقات مع البلدان العربية. وبالتالي، فالصحيفة تدعو نتنياهو إلى مغادرة السلطة، وبدل ذلك، فتح المجال للوسائل الدبلوماسية من أجل إيجاد حل للصراع، الذي يتم إشعاله أكثر بين الإسرائيليين والفلسطينيين عن طريق ممارسة سياسة التحريض.
هذا، ويذكر أنه منذ اندلاع المواجهات في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة حماس، كانت الصحيفة نفسها قد وجهت انتقادات لاذعة لبنيامين نتنياهو معتبرة لنهجه الاستمرار في الحرب هو مجرد تهرب مما ينتظره في الانتخابات من فشل سياسي، وأيضا هروب مما يلاحقه من متابعات قضائية كبيرة.
جدير بالذكر، أن المغرب سبق وأن أعلن رفضه لما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو من ممارسات، والتي يتم وصفها على أنها الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، حتى قبل 7 أكتوبر الماضي. كما وجهت الرباط، منذ شهور، تحذيرا من إمكانية تفجر الوضع في المنطقة بسبب تلك الممارسات.
وفي السياق ذاته، وبمناسبة اليوم العالمي الأخير للتضامن مع الشعب الفلسطيني، اعتبر الملك المغربي محمد السادس، في رسالة وجهها إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، شيخ نيانغ، أن ما أدى إلى التصعيد الأخير في قطاع غزة هو”الممارسات الإسرائيلية الممنهجة والمتطرفة “، مع الإشارة إلى كون مايحدث في القطاع كونه يسائل ضمير المجتمع الدولي.
وفي ذات الرسالة، دعا العاهل المغربي إلى إيقاف قتل المدنيين في غزة، مع ضرورة تدخل القوى الأممية حفاظا على الأمن والاستقرار في المنطقة، مع السماح بدخول المساعدات إلى سكان القطاع، والعمل على إرساء أفق سياسي من شأنه إنعاش حل الدولتين.