Site icon Marocuniversel – جريدة وطنية شاملة ومتجددة

إنجاز المنتخب المغربي في مونديال قطر…بداية لإنجازات مغربية أكبر

استقبال الملك محمد السادس لأعضاء المنتخب الوطني المغربي وعائلاتهم

استقبال الملك محمد السادس لأعضاء المنتخب الوطني المغربي وعائلاتهم

في حدث وصف بالتاريخي، وصل المنتخب المغربي للمربع الذهبي، ليكون بذلك أول منتخب عربي وإفريقي يصل الى هذا الدور خلال منافسات كأس العالم 2022، وكان قد حافظ المغرب على مكانته كأقوى خط دفاع في مونديال قطر حتى دور الثمانية.

يعد مونديال قطر تحقيقا للحلم المغربي والمغاربي والأمازيغي والعربي والإفريقي، إذ كان بمثابة فرصة لتلاقي الثقافات العربية والإسلاميةوالأمازيغية المختلفة وليشكل بهذا مونديال التواصل الثقافي الذي عبر من خلاله المغرب بدوره عن ثقافته، لنرى ذلك في الأسواق التي كان بها أروقة تميز فيها المغاربة في فن الطبخ الذي كان طاغ نظرا لما يحتله الطبخ المغربي من مكانة في العالم العربي والعالم ككل.
كما برزت الثقافة المغربية في اللباس، حيث اختار مجموعة من المؤثرين والفنانين ارتداء القفطان المغربي، للتعبير عن انتمائهم وتشجعيهم للمنتخب المغربي، هذا فضلا عن التغني بفن ’’غناوة’’ وحضور ’’عيساوة’’ للتعبير عن الفرح بانجازات المنتخب التاريخية.

المساهمة المغربية في مونديال قطر


شكل مونديال قطر 2022 أول مونديال عربي تاريخيا وكما أقرت دولة قطر في أكثر من مناسبة أنه مونديال لكل العرب، وتجل هذا فعليا في مساهمة العديد من الدول العربية في تنظيم حيثياته، ولعل المغرب أكثر الدول المساهمة بروزا، وذلك يرجع للمساهمة الكبيرة والفعالة التي قدمها المغرب التي لم تقتصر على انتصاراته الكروية فقط، بل تعدتها لمجالات تنظيمية أعمق، وأبرز المجالات التي ساهم فيها المغرب في المونديال:

شراكة المغرب وقطر الأمنية

في هذا الصدد كانت قد أعلنت بي اين سبورت عن شراكة المغرب وقطر الأمنية الاستثنائية في مونديال قطر، وتوقيع إعلان مشترك لتبادل المعلومات المتعلقة بتنظيم مونديال قطر 2022.


وأضافت القناة بأن الإعلان المشترك، الذي تم توقيعه في 2 أكتوبر 2022، “يهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين المغرب وقطر، وتنفيذ كافة الخطط الرامية لضمان الأمن خلال فترة كأس العالم، التي تستمر 28 يوما، فضلا عن الرفع من مستويات الأجهزة الأمنيّة المعنيّة بتأمين المونديال وضمان سلامة المشجعين”، وظهرت نتائج هاته الشراكة خلال المونديال، حيث كان التنظيم الأمني المشترك مثاليا.

أهازيج المونديال بلمسة مغربية


أعلن الفيفا التحاد الدولي لكرة القدم، عن تعاقده مع الريدوان المنتج الموسيقي المغربي، في 19 دجنبر 2021 وبهذا يكون قد أوكلت له مهام الانتاج الفني والأمور الترفيهية المتعلقة بنهائيات كأس العالم “مونديال 2022”.
ومن أبرز الانتاجات للمنتج ريدوان خلال المونديال كانت ’’أرحبو’’، والتي أطلقها الاتحاد الدولي “فيفا”، يوم السبت 20 غشت 2022.


لا يخفى على الجميع الدور الذي لعبه الجمهور المغربي في تحفيز اللاعبين وخلق الروح الوطنية التي قادتنا نحو هذا الإنجاز، كما اشتهر الجمهور المغربي بهتاف ’’سير سير’’ خلال مونديال قطرالذي شجع من خلاله كل الجماهير العربية والإسلامية والعالمية منتخب المغرب.

المساندة الجماهيرية

كما كان قد تقرر إطلاق عرض لرحلات استثنائية لنقل المشجعين المغاربة لدعم “الأسود” في مونديال قطر، يمتد من 20 نونبر إلى 04 دجنبر، بسعر 5000 درهم “ذهابا وإيابا” شاملة لكافة الرسوم وهذا ما جاء في بلاغ مشترك بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
ثقافة الانتماء للعائلة..


كان من أبرز المشاهد تأثيرا خلال مباريات المونديال، صور اللاعبين المغاربة مع عائلاتهم وبروز دور الأسرة ومكانة الوالدين في الثقافة المغربية، التي لم تتأثر بالعولمة وحافظت دائما على مؤسسة الأسرة داخل المجتمع وأعطتها الأهمية التي تستحقها.

احتلت قصة علاقة اللاعبين المغاربة عناوين كبريات الجرائد العالمية والقنوات العربية، التي اعتبرت الهاما للعالم بدور الأم المغربية في تأسيس مستقبل الأجيال، كما أعادت للأذهان صورة اللاعب المغربي أشرف حكيمي دور الأم المهاجرة في تكوين أبناءها بالرغم مما تلقاه من معاناة في دول المهجر، لتصبح قصة حكيمي وأمه قصة إلهام لكل الحالمين من أجل السير حتى تحقيق الحلم.

النية والروح الوطنية

اعتمد مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي مصلح ’’ النية’’، ففي كل مناسبة كان يكرر ’’ديرو النية’’، حيث يحمل هذا المصطلح العجيب معاني عدة في الذاكرة المغربية، فهو يحيل على الثقة التي استطاع أن يأخذها المنتخب المغربي بقيادة مدربه وليد والتي يستحقها.


قدم مدرب المنتخب المغربي، جرعة إيجابية لكل من لاعبي المنتخب والشعب المغربي، فقد تم تداول مقاطع له وهو يحاول تحفيز اللاعبين وزرع الثقة داخلهم وأن باستطاعتهم تحقيق الأفضل، هذا فضلا عن أنه لم يتوانى في كل فرصة ليزرع روح القتالية وحب النجاح داخل الشعب المغربي، وهذا ما يظهر الروح الوطنية الكبيرة التي بداخله والتي قادتنا نحو هذا الإنجاز.

فرحة ملكية بتألق المنتخب الوطني المغربي

شارك الملك محمد السادس في احتفالات المغاربة بفوز المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم على نظيره الإسباني ومروره لدور الربع في كأس العالم المقامة بقطر.

وشوهد الملك محمد السادس مرتديا قميص المنتخب، وملوحا بالراية الوطنية في شوارع الرباط، حيث التف حول سيارته العشرات من المواطنين المحتفين بالفوز التاريخي لأسود الأطلس.

استقبال ملكي وشعبي للمنتخب الوطني المغربي

عشرات الآلاف من المواطنين، حاملين للأعلام الوطنية ومختلف وسائل التشجيع، انتشروا، منذ صباح اليوم الثلاثاء، على طول الطريق الرابطة بين مطار الرباط – سلا ومرورا بمختلف الشوارع والساحات التي سيعبرها موكب المنتخب الوطني، وصولا إلى باب السفراء.

بكل عفوية وحماس، اصطف المواطنون، الذين فضل عدد كبير منهم ارتداء الأقمصة الرياضية التي خاض بها المنتخب الوطني مبارياته في منافسات كأس العالم، للتعبير عن شكرهم وامتنانهم لبعثة الفريق الوطني التي أثلجت الصدور وأدخلت الفرحة والسرور لقلوب جميع المغاربة بأدائها البطولي في مونديال قطر.

استقبال ملكي كبير لأعضاء المنتخب الوطني المغربي وعائلاتهم

جسّد الاستقبال الملكي لأمهات لاعبي المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مظاهر اللحمة النفسية داخل الأسرة المغربية التي تعد الأم نواتها المركزية، ما جعل وسائل الإعلام الدولي تتناقل صور الاستقبال بكثير من الدهشة غير الاعتيادية.

وكرست المشاهد العفوية بين عاهل البلاد والأمهات بعيداً عن المساطر البروتوكولية المعهودة أهمية المرأة في المجتمع المغربي، تحديدا الأمّ التي تجمعها علاقة “مقدسة” مع الأبناء، وهو ما جعل المغاربة يتداولون مشاهد الاستقبال بكثير من المشاعر الفياضة المملوءة بالحب والاعتزاز.

ومع نهاية مونديال قطر بدأت تتوجه الأنظار نحو تحقيق الحلم القاري والفوز بكأس افريقيا 2023، ويأتي هذا في ظل حصول المنتخب المغربي، على جائزة أفضل منتخب في قارة أفريقيا عام 2023، خلال احتفالية الاتحاد الأفريقي، لتقديم جوائز الكاف، التي أقيمت الإثنين 11 دجنبر 2023، في مدينة مراكش المغربية.

استطاع المنتخب المغربي خلال مونديال قطر، تحقيق انجاز وصل به الى قلوب كل المغاربة، فقد استطاع أخذنا جميعا في رحلة دامت 28 يوما، وكانت من أمتع الرحلات التي عايشها الشعب المغربي، الذي استرد الثقة في نفسه وقدراته واستطاعته على لتحقيق المعجزات وتأكد من أن كل الأعذار نحو عدم التقدم في ميادين أخرى هي أعذار واهية، لأن العمل المتفاني مع تقديم مصلحة الوطن، وإعطاء الجهد الكامل كفيل لتحقيق التقدم المنشود.

Exit mobile version