سياسة

المغرب يؤكد بالرياض انخراطه المتواصل في المجهودات الدولية لمواجهة التهديد الإرهابي

MarocUniversel/متابعة

أكدت المملكة المغربية على انخراطها المتواصل في المجهودات الدولية المبذولة لمواجهة التهديد الإرهابي، وذلك تنفيذا للرؤية السامية للملك محمد السادس، التي تؤسس لمنظور متعددة الأبعاد يدمج بين تحقيق الأمن و السلم من أجل تعزيز التنمية و التقدم.

وثمن مدير القضايا الشاملة بوزارة الشؤون الخارجية و التعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إسماعيل الشقوري، في كلمة المغرب أمام الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش، المنعقد اليوم الخميس بالرياض بالمملكة العربية السعودية، الجهود المبذولة من طرف التحالف وخاصة الاستجابات التي تمت بلورتها في إطار خطة عمل مجموعة التركيز المعنية بإفريقيا AFRICA FOCUS GROUP و المعتمدة خلال الإجتماع الأخير للمجموعة بنيامي مارس الماضي ، تحت الرئاسة المشتركة للمغرب و النيجر و إيطاليا و الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر أن هذه الخطة تشكل خارطة طريق واضحة نحو توطيد هزيمة تنظيم داعش، كما تعكس إلتزام أعضاء التحالف بمخرجات الإجتماع الوزاري المنعقد السنة الماضية بمراكش، خصوصا فيما يتعلق بتحديد الأولويات والاحتياجات البرمجية لبناء القدرات؛ وتأكيد الروابط التي تجمع بين الجماعات الإرهابية والجماعات الانفصالية ؛ واعتماد نهج شامل يتمحور حول الجهود المدنية.

وتابع الشقوري أن تحقيق هذه الأولويات يعتمد بشكل كبير على تعزيز استجابات مؤثرة على المستوى المحلي و بشكل متكافئ بين مختلف بؤر التهديد الإرهابي، و ذلك بمنأى عن التهديدات المترابطة التي تغذيها المنافسة والصراعات الإقليمية التي لها القدرة على مفاقمة التهديدات الإرهابية بشكل كبير.

وأشار من جهة أخرى إلى أن مجهودات التحالف الدولي مكنت من انحسار التهديد الإرهابي لتنظيم داعش في الشرق الأوسط، موضحا أن هذه النجاحات تمثلت بالخصوص في تقويض حركية الهجمات الإرهابية، و تحييد قيادات التنظيم و تجفيف مصادر التمويل و التجنيد.

وأبرز أنه في ظل هذه الإنجازات، إتجه التنظيم إلى نقل بؤرة الصراع وأنشطته الإرهابية نحو القارة الإفريقية، وبالخصوص في الساحل و الصحراء، حيث يشكل التهديد الإرهابي العامل الأساسي لتدهور الإستقرار و إنعدام الأمن بالمنطقة.

وقال في هذا الصدد إن إفريقيا هي القارة الوحيدة التي ينشط على أراضيها ثلاثة فروع من تنظيم داعش و مثيلاتها لتنظيم القاعدة، بالإضافة لتسع عشرة حركة إنفصالية مسلحة تنشط في 22 بلدا، مضيفا أنه في عام 2022 تم تسجيل 43 في المائة من الإجمالي العالمي لضحايا الإرهاب في منطقة الساحل، مقارنة بنسبة 1 في المائة فقط في عام 2007.

وفضلا عن ذلك، لفت الشقوري إلى تزايد الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل بأكثر من 2000 في المائة في السنوات الخمس عشرة الماضية، مضيفا أن الجماعات الإرهابية تواصل إستعمال تقنيات متطورة وحديثة لتحقيق أهدافها كالطائرات المسيرة و الأصول الإفتراضية و منصات التواصل المشفرة.

وخلص إلى أن هذه المعطيات كفيلة بأن تسائل مدى فعالية الجهود لمواجهة التمدد غير المسبوق للتهديد الإرهابي في إفريقيا، كما تسائل الأسباب الكامنة وراء تطور أساليبه و تنوع أشكاله بما يخلق أيضا بيئة خصبة تؤدي إلى تزايد أنشطة المجموعات الإجرامية العابرة للحدود و الحركات الإنفصالية.

يذكر أن المؤتمر يشكل مناسبة لمناقشة وتبادل الآراء بين ممثلي الدول المشاركة بشأن ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات متسارعة، بهدف الوصول إلى إجراءات تخدم الأمن الإقليمي والدولي.

وبحث الاجتماع مسار التعاون بين دول التحالف والتنسيق الدولي في مكافحة “داعش”، وبخاصة في القارة الإفريقية وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، ومنع تمدده وانتشاره حول العالم ومواصلة التنسيق المستمر للقضاء عليه تماما.

ومن أبرز المشاركين في الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي، ووزراء خارجية وممثلي دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، ودول مجلس التعاون الخليجي، وتركيا، ومصر، والعراق، والمغرب.

كما شارك في الاجتماع عدة منظمات من بينها الاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، والمنظمة الدولية للشرطة القضائية “الانتربول”، وحلف الشمال الأطلسي “الناتو”، ومجموعة دول الساحل والصحراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى