المغرب يودّع عبد الحق المريني: صوت القصر ومؤرخ الدولة في ذمة الله
الرباط -ماروك يونيفرسال-متابعة

برحيل عبد الحق المريني، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، ومدير القصور الملكية والتشريفات والأوسمة السابق، يفقد المغرب أحد أعمدته الثقافية والسياسية التي بصمت التاريخ الحديث للمملكة. توفي المريني مساء الإثنين 2 يونيو 2025 عن سن ناهز 91 عامًا، بعد مسيرة زاخرة بالعطاء في خدمة الدولة والعرش والثقافة المغربية.
ولد الفقيد بالرباط عام 1934، ونشأ على حب العلم والمعرفة، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم تابع دراسته بثانوية مولاي يوسف، قبل أن يسلك درب التكوين الأكاديمي العالي في المغرب وفرنسا. تخرج من معهد الدراسات العليا المغربية، ثم حاز على عدة شهادات جامعية مرموقة من جامعة ستراسبورغ، توجت بدكتوراه الدولة في الآداب من جامعة فاس.
شغل المريني مناصب وازنة في الإدارة المغربية، بدءًا من التعليم، وصولاً إلى رئاسة ديوان وزاري، فالعمل في مديرية التشريفات، إلى أن عُيّن مديرًا لها سنة 1998. وابتداءً من سنة 2012، أصبح الصوت الرسمي الناطق باسم القصر الملكي، واضعًا بذلك خبرته وثقافته في خدمة المؤسسة الملكية إلى غاية وفاته.
عبد الحق المريني لم يكن رجل دولة فقط، بل كان مؤرخًا بارزًا، وكاتبًا موسوعيًا. أثرى الخزانة الوطنية بمؤلفات رائدة في تاريخ المغرب، منها “الجيش المغربي عبر التاريخ” و”شعر الجهاد في الأدب المغربي” و”محمد الخامس: دراسات وشهادات”. وتوجت أعماله بجوائز وطنية، أبرزها جائزة المغرب للكتاب.
برحيله، يُطوى فصل من فصول الرجال الذين ربطوا التاريخ بالحداثة، والعلم بالسيادة، وخدمة الوطن بخدمة العرش. لقد كان عبد الحق المريني رجل ظل الدولة، وناقل حكمتها، وراوي مجدها.
إنا لله وإنا إليه راجعون.