تساؤلات وجدال حول تصريحات أحمد عطاف بخصوص علاقات المغرب بالجزائر..
الرباط -ماروك يونيفرسال-متابعة
تصريحات مفاجئة، تلك التي صرح بها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في حوار مع شبكة الجزيرة القطرية، والتي أعلن من خلالها أن بلاده أكثر ميلا للإسراع في إيجاد حل بخصوص العلاقات المتوترة مع المغرب.
وعلى هامش تمثيله للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في أعمال النسخة الواحدة والعشرين لمنتدى الدوحة يومي 10 و 11 دجنبر الجاري، قال إن فكرة المغرب العربي “لا يمكن أن يقضى عليها”، وذلك في حوار مع شبكة الجزيرة، ليتابع أن “الحلم لا يمكن أن يقضى عليه، ودورنا هو تهيئة الأرضية لذلك، وهذا ماهو مطلوب منا في الواقع ونحن مستعدون لذلك”.
لهجة إذن تتغير جملة وتفصيلا، وفقط في غشت الماضي، كان عطاف وجه اتهامات للمغرب بتعطيل عمل اتحاد المغرب العربي، مع إخلاء مسؤولية بلاده في تجميد العمل في إطار المغرب العربي.
وجدير بالذكر، أن الجزائر، سبق وان تجاهلت دعوة الملك محمد السادس في 6 نونبر 2018، من أجل إعادة تنشيط اتحاد المغرب العربي، وعوض ذلك، شنت وسائل الإعلام الجزائرية هجوما على الأمين العام للاتحاد المغاربي، الطيب البكوش، بعد تأكيده في شتنبر 2022، على ضرورة “المصالحة” بين المغرب والجزائر، من أجل إعادة إطلاق بناء المغرب العربي.
وللتذكير، فإن تصريحات عطاف هاته، عن العلاقات مع المغرب، وعن إحياء اتحاد المغرب العربي، تأتي تزامنا مع مجموعة من الأحداث، منها توتر علاقات الجزائر مع الجوار الجنوبي، خاصة مالي والنيجر، بسبب ما يسجله البلدان من عدم رضا على التحركات الجزائرية إزاء ملف أزمتيهما السياسية. هذا في وقت أعلن فيه هذان البلدان، إلى جانب بوركينافاسو وتشاد، وبشكل رسمي، الانخراط في مبادرة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. وفي وقت، يسجل فيه المغرب أيضا، انتصارات دبلوماسية متتالية، فالمنتدى العربي الروسي هذا الأسبوع، في نسخته السادسة بمراكش، والذي غابت عنه الجزائر، عرف تنويها كبيرا للدول المشاركة بسياسة المملكة المغربية برئاسة الملك محمد السادس.
اختارت الجزائر مواقف ارتجالية، منذ قرار الحكومة الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في غشت 2021، وإغلاق المجال الجوي الجزائري في وجه الطائرات المغربية، بينما يظل المغرب على نهج سياسة اليد الممدودة. ففي 29 يوليوز الماضي، وجه الملك محمد السادس دعوة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية في خطاب العرش “نسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فتح الحدود بين بلدنا وشعبينا، الجارين الشقيقين”.