Site icon Marocuniversel – جريدة وطنية شاملة ومتجددة

تطوير المرفق الشرطي رهين بترسيخ مفاهيم الشرطة المواطنة

MarocUniversel/متابعة

أكد المشاركون، في ندوة حول “العلاقة بين الأمن والمجتمع المدني ورهانات الإنتاج المشترك للأمن”، اليوم الخميس بفاس، أن تطوير وتحديث هياكل وأدوات اشتغال المرفق الشرطي رهين بترسيخ وبلورة مفاهيم الشرطة المواطنة، وتلبية حاجيات المواطنين في المجال الأمني.

وأبرز المتدخلون، في هذه الندوة، المنظمة في إطار أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، المنعقدة من 17 إلى 21 ماي الجاري بفاس، أن فلسفة الشرطة المواطنة تروم تحقيق تفاعل إيجابي بين مكونات الجهاز والمجتمع المدني في إطار الانفتاح عليه والتواصل مع جميع مكوناته بشكل يكرس مفهوم الانتاج المشترك للأمن، والذي أضحى لبنة أساسية في علاقة المديرية العامة للأمن الوطني مع المجتمع.

وفي هذا السياق، أكد العميد الإقليمي مصطفى حداوي، أن المديرية العامة للأمن الوطني تعتمد مقاربة ترسيخ ثقافة الأمن المشترك والانفتاح على المحيط الخارجي، مع بلورة سياسة أمنية متوافق عليها، مشيرا إلى أن أهم محاور هذه المقاربة تتمثل في التحسيس بالأوساط التعليمية، والانفتاح على فعاليات المجتمع المدني، والهيئات والمؤسسات الوطنية، وإشراك وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، غضلا عن التفاعل مع الشكايات والتظلمات.

وقال السيد حداوي إن المرفق الشرطي شهد عمليات تطوير وتحديث لهياكله وأدوات وسبل اشتغاله، وذلك بالنظر إلى التحديات المرتبطة بمخاطر الجريمة وتأسيسا على مبدأ الاستباق والمبادرة كمبادئ أساسية تروم ترسيخ وبلورة مفاهيم الشرطة المواطنة، وكذا “بداعي تلبية حاجيات المواطنين في المجال الأمني في شقه الحداثي بعيدا عن المفهوم الكلاسيكي الزجري (أي الإشراك والتفاعل)”.

وفي سياق متصل، ذكر العميد الإقليمي عبد الهادي السيبة، أن المديرية العامة للأمن الوطني عملت أيضا، في إطار تحديث أدوات اشتغالها، على تطوير منظومة التوظيف في صفوفها من خلال عدد من الإجراءات المهمة، أبرزها إسناد تدبير المباريات إلى لجان مديرية مختلفة ومحايدة، وزجر عمليات الغش والخداع في مباريات ولوج أسلاك المديرية لضمان تكافؤ الفرص وتمليك ثقافة الاستحقاق، وإخضاع الموظفين المكلفين بتدبير عمليات التوظيف لدورات تكوينية بشكل مستمر بالمعهد الملكي للشرطة وباقي مدارس الشرطة والمصالح اللاممركزة.

وأبرز أن المديرية انفتحت كذلك على تخصصات في مجالات تقنية مختلفة تتمثل في الطب البيطري والطب العام والطب البيولوجي والأشعة وعلم النفس وطب الأسنان، بالإضافة إلى هندسة البرمجيات والشبكات والاتصالات وهندسة الحاسوب وذكاء الأعمال وأمن نظم المعلومات وعلم البيانات.

كما توقف السيد السيبة عند تكوين الشرطي الذي شهد عملية تحديث هامة، لاسيما من خلال الانفتاح على تجارب أجنبية رائدة، مشيرا، في هذا السياق، إلى إجراءات إعداد المتدربين بدنيا من خلال إدراج حصص الأنشطة الرياضية والدفاع الذاتي وتقنيات الرماية، وإعداد الموظفين لأداء المهام المرتبطة بالوظيفة عبر تلقينهم تكوينا نظريا وميدانيا، فضلا عن اعتماد نظام الـ Mentorat المقتبس عن التجربة الأمريكية.

أما رئيسة جمعية سند لدعم المرأة، نجية الفاسي الفهري، فقد أبرزت أن مؤسسات المجتمع المدني تعد إحدى ركائز المجتمعات الفاعلة لإسهاماتها في التحسيس والتوعية بالمخاطر التي قد تحيط بالمجتمع، وكذا في الارتقاء بوعي الساكنة لتكون فاعلة ومتفاعلة مع التحولات والتهديدات الأمنية المحيطة بها.

وأضافت أنه أمام هذا الزخم الذي أصبح يتمتع به المجتمع المدني، فإن مشاركته في الحفاظ على الأمن واستتبابه، يعكس جانبا من المقاربات التي تترجم دينامية المجتمع وانخراطه الإيجابي في المساهمة في مجابهة مختلف التحديات الأمنية المحلية.

ويتضمن فضاء تظاهرة أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، المنظمة بفاس من 17 إلى 21 ماي الجاري، عدة أروقة تتعلق بوحدات التدخل العملياتي، والتكنولوجيا ورقمنة الخدمات العمومية، والشرطة التقنية والعلمية، وشرطة المراكز الحدودية، والتوظيف والتدريب والوظيفة، والتكفل بالنساء ضحايا العنف والقاصرين، والتخليق وحقوق الإنسان، والتحسيس والتوعية، فضلا عن رواق مخصص لشهداء الواجب.

وتهدف هذه التظاهرة إلى إطلاع الجمهور على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية واستعراض مختلف التجهيزات والمعدات المتطورة التي تتوفر عليها المديرية العامة للأمن الوطني، من أجل ضمان سلامة الأشخاص والممتلكات والحفاظ على النظام العام.

Exit mobile version