جلالة الملك محمد السادس: المغرب محفز استراتيجي للشراكات جنوب-جنوب وفاعل قاري في مشاريع التنمية المندمجة
الرباط -ماروك يونفرسال -متابعة

أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أن المملكة المغربية نجحت في ترسيخ مكانتها كمحفز استراتيجي للشراكات جنوب-جنوب، من خلال مبادرات ملموسة ومهيكلة تجعل منها جسراً طبيعياً يربط بين مختلف أقاليم القارة الإفريقية وبلدان الجنوب.
وجاء ذلك في رسالة سامية وجهها جلالته إلى المشاركين في دورة 2025 من “ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، الذي انطلقت أشغاله اليوم بمدينة مراكش، وتلاها مستشار جلالة الملك، السيد أندري أزولاي.
وأوضح جلالة الملك أن المملكة تبنت رؤية شاملة تقوم على تحويل المشهد الاقتصادي والاجتماعي للقارة الإفريقية على نحو مستدام، من خلال مشاريع استراتيجية كبرى، في طليعتها مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي يُعد مسارًا حيويًا نحو تحقيق التكامل والتنمية الاقتصادية المندمجة.
وفي السياق ذاته، أبرز جلالته إطلاق “المبادرة الأطلسية” لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، والتي تروم إرساء أسس نموذج جديد للتعاون الإقليمي قائم على التضامن والتنمية المشتركة، إلى جانب “مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية”، الذي يعزز دينامية التعاون متعدد الأطراف.
كما شدد صاحب الجلالة على أن المغرب راكم خبرات استراتيجية رائدة في قطاعات حيوية مثل الطاقات المتجددة، والفلاحة المستدامة، والخدمات المالية، والبنيات التحتية للنقل، وهي مؤهلات تشكل رافعة أساسية لتعزيز الشراكات على المستوى القاري.
ومن منطلق الوعي العميق بأهمية التمويل في دعم التنمية، أشار جلالته إلى أن المغرب تبنى مقاربة استراتيجية ترتكز على تطوير آليات مالية مبتكرة، وتعبئة فعالة للموارد الوطنية، في أفق خلق دينامية اقتصادية متجددة.
وفي هذا الإطار، أكد جلالة الملك أن “صندوق محمد السادس للاستثمار” يُعد أداة استراتيجية لتحفيز الاستثمار الخاص، ومواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتشجيع التنمية المستدامة، مذكّرًا كذلك بنجاح القطب المالي للدار البيضاء في ترسيخ موقعه كمركز مالي إقليمي رئيسي، يُسهِم في جذب تدفقات مالية وازنة نحو إفريقيا.
واختتم صاحب الجلالة رسالته بالتأكيد على أن المملكة المغربية ستواصل، بكل إصرار، أداء دورها الفعال في تعبئة الموارد، وتقوية الشراكات الاستراتيجية، وتشجيع الآليات المالية الناجعة، انسجامًا مع رؤيتها المتبصرة من أجل قارة إفريقية مزدهرة، متضامنة ومندمجة