MarocUniversel/متابعة
قال المحلل السياسي الإسباني، جرمان غورايز لوبيز، اليوم الأربعاء، إن وحشية الشرطة، وسوء إدارة التعددية الثقافية، يؤكدان أزمة النموذج الفرنسي الحالي للاندماج، ما يسمح بظهور خريطة حضرية جديدة مقاومة تماما لإملاءات السلطات الفرنسية والتي ستشكل “فرنسا جديدة فاقدة لمقوماتها وجوهرها”.
وكتب الخبير في مقال نشره على الصحيفة الإلكترونية (دياريو دي كاستيلا لا مانشا) أن وفاة الشاب نائل، الذي قتل يوم 27 يونيو على يد شرطي في ضواحي باريس، وعنف الشرطة الذي شاب التظاهرات في مختلف المدن الفرنسية يذكر العالم باستمرار “فرنسا التي فقدت مقوماتها” على أنها “واقع مرير” في أوروبا القرن الـ21.
وبالتالي، يقول المحلل السياسي، “أصبحت ضواحي باريس والمدن الفرنسية الكبرى مزيجا متفجرا، تتمثل مكوناته في سوء إدارة التعددية الثقافية، والتوترات العرقية بين الفرنسيين والمهاجرين من مختلف الأعراق والثقافات والأديان، وعجز دولة الرفاه وانفجار معدلات البطالة والفقر”.
وأبرز كاتب المقال أن “تحليل أوضاع ساكنة الضواحي يرسم أيضا سيناريو بائسا، حيث تعيش الكثير من الساكنة تحت عتبة الفقر ومعدلات البطالة أعلى بكثير من المتوسط الوطني، وهو معدل من شأنه أن يرتفع لمن هم دون سن 25 عام ا. هذا الوضع سيكون له آثار جانبية من التهميش والاقتصاد غير المهيكل وزيادة الجريمة، والتي يغذيها نقص الاستثمار في الخدمات العامة واحتشاد جزء من الساكنة في المباني القديمة التي ش يدت في الستينيات”.
من جهة أخرى، ذكر جرمان غورايز لوبيز، أن أعمال الشغب العنيفة التي وقعت في عام 2005 في ضواحي المدن الفرنسية الكبيرة، والتي يسكنها مهاجرون وفرنسيون سود، قد نبهت الدولة الفرنسية. وهكذا، باسم أمن الدولة المقدس، تقرر أن مبدأ حرمة الأفراد سيرقد من الآن فصاعدا في متاهات القوانين الميتة ليسود منطق “افتراض الذنب” عوضا عن “قرينة البراءة” .
وخلص إلى القول إن “هذا هو ما يفسر “الوحشية والازدراء العنصري لتدخلات الشرطة في ضواحي كبريات المدن الفرنسية، والتي تؤلف عناصر مشكلة لـ + الكمال السلبي + ، والذي يعني التبرير الفاحش للجوء إلى الوحشية الشديدة والواسعة النطاق مع سبق الإصرار من طرف دولة يفترض أنها “مثالية”.