في إطار الاحتفاء بشهر التراث، يحتضن المركز الثقافي لقصبة تادلة، من 25 أبريل الجاري إلى 8 ماي المقبل ، معرضا حول “الفن الصخري بجبل رات” يسلط الضوء على الأشكال المختلفة للنقوش المكتشفة في هذا الموقع الأثري ، الواقع على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا جنوب شرق دمنات.ويعد هذا المعرض، الذي تنظمه المحافظة الجهوية للتراث الثقافي ببني ملال- خنيفرة، مناسبة في غاية الأهمية تكشف عن عوالم التراث الأثري الغني لإقليم أزيلال. ويقدم المعرض لوحات علمية توضيحية أنجزها باحثون وعلماء آثار حول الفن الصخري لجبل رات، بالإضافة إلى صور ونقوش تعكس ثراء وتنوع التراث الأثري لهذه المنطقة من المغرب . ويستهدف هذا المعرض الباحثين وعلماء الآثار والطلبة والجمهور المتتبع بشكل عام، الراغبين في اكتشاف ثقافة السكان الذين عاشوا في منطقة جبل رات خلال الفترة الليبية الأمازيغية من خلال سلسلة من الصور والنقوش الصخرية. وقال محمد شكري، المحافظ الجهوي للتراث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المعرض يسلط الضوء على التراث الغني والمتنوع الذي يؤكد تواجد مجموعات بشرية في جبل رات ذات أسلوب حياة متطور للغاية خلال الحقبة الليبية الأمازيغية والإسلامية، مشيرا إلى أن المعرض يمكن الزوار أيضا من الاطلاع على تنوع الحضارات القديمة المستقرة في هذه المنطقة التي تضم ما يقرب من 19 موقعا أثريا و2715 من النقوش الفنية الصخرية. ويستمد موقع جبل رات الأثري خصوصيته من موقعه الجغرافي والمشاهد المحفورة هناك، والتي تتضمن نقوشات للفرسان، وتفصح عن بعض المعالم المتأخرة في تطور الفن الصخري، ويرجع الفضل في ذلك بشكل خاص إلى تطور التحقيقات و الحفريات الأثرية. وتشتهر منطقة جبل رات الصخرية بالعديد من النقوش للفرسان المسلحين بالرماح والدروع المستديرة. وتعد من بين أحد المواقع المهمة بالأطلس الكبير التي تزخر بمشاهد مميزة للحقبة الليبية الأمازيغية.
كما تتميز منطقة جبل رات بوجود عشرات من النقوش الفريدة لأشكال آدمية تعد بمثابة “معبودات” منجزة بداخل دوائر كبيرة. إلى جانب بضعة نقوش نادرة لحيوانات وحيد القرن وبقريات تنتمي لفترة ما قبيل العصر البرونزي، إضافة إلى نقوش لأشكال آدمية صغيرة نتمي الى فترة البرونز الأطلسي المتأخرة ونقوش لأقراص مزخرفة وأخرى تمثل أسلحة معدنية من خناجر ورماح.
(ومع) –MarocUniversel
