يثير ورش نقل الكهرباء من المغرب إلى بريطانيا، اهتمام المستثمرين الدوليين، وآخرهم العملاق الصيني “Ningbo Orient Wire & Cable”، الذي قرر الانضمام إلى خط الاستثمارات الموجهة لمشروع الربط الكهربائي، المرتقب تنزيله بحلول 2030.
ووفق ما كشفته وكالة “رويترز” فإن الشركة الصينية، التي تمتلك أكثر من 98 في المائة من حصة سوق الكابلات البحرية في الصين، وتعتبر أول فاعل في الصين للكابلات البحرية، ومعروفة بتوفير البحوث والتطوير والتركيب والصيانة ثم الإصلاح، قررت اقتناء 2,4 في المائة من الحصة العائدة لأكسلينس مقابل خمسة ملايين جنيه إسترليني، وحصة أخرى نسبتها 8.5 في المائة، بقيمة عشرة ملايين جنيه إسترليني.
ويصنف مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا كأحد المشاريع الضخمة والعملاقة، التي يعول عليها لتزويد المملكة المتحدة بطاقة نظيفة عبر كابلات بحرية هي الأطول في العالم، وتمتد من محطات لإنتاج الطاقات الشمسية والريحية بالمغرب من منطقة كلميم واد نون نحو السواحل البريطانية.
في هذا السياق أعطت لجنة تخطيط مجلس شمال أيرشاير بإسكتلندا إذنا تخطيطيا كاملا بتشييد مصنع لإنتاج الكابلات البحرية التي ستعمل على تسهيل نقل الطاقة الكهربائية من الصحراء المغربية إلى الأراضي البريطانية، في منطقة “هنترستون” الإسكتلندية.
وبحسب هذا البرنامج سيتم تشييد المصنع ابتداء من العام المقبل ليبدأ في إنتاج الكابلات في العام 2026، وفق ما أودته شركة “Scottish Construction Now” في بيان على موقعها الإلكتروني.
وسيضم المصنع المذكور، 900 عامل ستكون مهمتهم تصنيع الحبال الكهربائية عالية التوتر المعروفة تقنيا باسم “إتش في دي سي” القادرة على نقل الطاقة القادمة من صحراء المغرب إلى منازل البريطانيين.
حيث من المتوقع أن يتم ربط أطول خط كهرباء في العالم يمر عبر كل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال بطول 3800 كيلومتر من السواحل الجنوبية للمملكة المتحدة، وصولا إلى السواحل الجنوبية للمغرب.
وينتظر أن يوفر هذا المشروع الكهرباء لحوالي 8 ملايين منزل في بريطانيا، ويؤمن حوالي 8% من حاجياتها من الكهرباء، على أن تصل قدرته الإنتاجية إلى 10.5 غيغاوات بحلول سنة 2030.
هذا وقد بصم المغرب في الآونة الأخيرة على استثمارات ضخمة ستمكنه من التمركز القوي ضمن المناخ الدولي والإقليمي للاستثمار، كما ستساهم في ارتفاع مؤشرات التنمية الداخلية، ناهيك عن كون ان هذه الاستثمارات تتنامى على أرضية الصحراء المغربية مما يحسم قضية السيادة الترابية بالاعتراف الدولي.