Site icon Marocuniversel – جريدة وطنية شاملة ومتجددة

مجهودات حثيثة للحد من آفة الاتجار بالمخدرات في المغرب..

مجهودات الأمن الوطني من أجل مكافحة المخدرات بالمغرب

مجهودات الأمن الوطني من أجل مكافحة المخدرات بالمغرب

تشكل ظاهرة الاتجار و التعاطي للمخدرات، مشكلا أرهق جميع دول العالم، نظرا لكونها من الظواهر العابرة للحدود، والتي لم تستثن أي بلد.

والمغرب بدوره يعاني من هذه الظاهرة بشكل كبير، الأمر الذي يطرح سؤالا عن الإجراءات الأمنية المعتمدة للتصدي للترويج للمخدرات؟ وهل أثبتت هاته الإجراءات نجاعتها؟

لقد خطا المغرب بدوره خطوات في هذا الإطار، حيث تبذل السلطات المعنية جهودا كبيرة لمكافحة زارعة وتجارة المخدرات خصوصا في منطقة شمال المملكة.

وفي هذا الإطار، اعتقل المغرب مؤخرا 23 شخصية وازنة في ملف بارز متعلق بالمخدرات بما يعرف “إسكوبار الصحراء”. من أبرز هاته الشخصيات سعيد الناصري، رئيس نادي الوداد البيضاوي لكرة القدم، وعبد الحق بعيوي رئيس جهة الشرق، ويواجه هؤلاء تهما جنائية من قبيل «التزوير والإرشاء، وتسهيل خروج أشخاص من التراب المغربي، والمشاركة في تسلم المخدرات، ونقلها وتصديرها.

جهود الأمن لمكافحة المخدرات

حسب بعض المصادر الأمنية، فإن جهود الأمن في مكافحة المخدرات ساهم في إجهاض مخططات شبكات المخدرات القوية الدولية، والتي كانت ترى في المغرب بوابة للعبور إلى السوق الأوروبية، حيث تم الحجز على ثمانية أطنان و407 كيلوغرامات من مخدر الكوكايين الذي كان معدا لتوجيهه إلى أوروبا.


كما أكدت نفس المصادر على أن جهات الأمن المعنية تمكنت من إجهاض نقل شحنات بلغت 925 طنا في السبع سنوات الأخيرة، و559 كيلوغراما من مخدر الحشيش، وساهمت في القبض على 31 مراقبا للمخدرات بالتعاون مع الدول الأجنبية، وهذا ما يندرج ضمن ما يسمى بالتعاون الأمني الدولي والغاية منه محاولة الحد من انتشار المخدرات دوليا.

كما كشف مصدر أمني مطلع أن مصالح المديرية العامة للأمن الوطني راهنت خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا ما بين 2015 و2022، على اجتثاث كل مصادر المخدرات التي تؤثر على الصحة العقلية للإنسان وتفقده السيطرة، وبالتالي فإنها تشكل سببا مباشرا لارتفاع الجريمة وكل أشكال العنف.

مساعدات للحد من زراعة المخدرات

وفي نفس الإطار، سلك المغرب أيضا في جهوده لمكافحة الترويج للمخدرات مسارا آخر، حيث اعتمد على تقديم المساعدات لصغار الفلاحين في منطقة شمال البلاد من أجل مكافحة زراعة الحشيش، عن طريق منح مساعدات متمثلة في أشجار زيتون للزراعة وبعض المواشي
من أجل التربية، وهو ما اعتبرته الأسر بغير المجدي بالنظر لصعوبة العيش في المناطق الريفية وكثرة أفراد الأسر. وهذا ما يطرح تحديا آخر أمام السلطات لتعزيز هاته المساعدات وجعلها على الشكل الذي يحول بين اعتماد زراعة المخدرات كمصدر للعيش في هاته المناطق.

وعلى صعيد آخر ، تقوم جمعيات المجتمع المدني، كشريك تطوعي فعال، بنشر التوعية بمخاطر التعاطي للمخدرات تحت شعار “لا للقرقوبي”، حيث تعمل على توعية المواطنين والمدمنين بحضور أطباء نفسيين وخبراء اجتماعيين.

ولمواجهة هذه الآفة، تنظم جمعيات مدنية مختلفة قافلة تحسيسية تحت شعار “لا للمخدرات” و”لا للقرقوبي” بمشاركة خبراء نفسيين واجتماعيين وأطباء ومثقفين وشبان مروا بتجربة الإدمان.

كما تم شن حملة رقمية على مواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة مخدر البوفا تحت وسم # كلنا من أجل محاربة البوفا، والذي تم تداوله عبر منشورات بمختلف منصات التواصل الاجتماعي مرفوقة بفيديوهات تظهر خطر تعاطي مخدر البوفا، والذي يعرف باسم كوكايين الفقراء، وهو عبارة عن بقايا من الكوكايين يتم طهيها على نار هادئة مع مواد كيميائية من بينها الأمونياك حتى تتحول إلى مادة شبيهة ببلورات، ومن مخاطرها أنها تؤثر على الجهاز العصبي.

نتائج الجهود

ونتيجة لهذه الحملة ارتفعت أسعار الحشيش بالمدن المغربية الكبرى كالدار البيضاء، ورصدت تحقيقات ميدانية تغيرات في عادات استهلاك المخدرات، إذ أمام ارتفاع ثمن الحشيش، تزايد الإقبال على مخدرات رخيصة تدعى “القرقوبي”، وهي عقاقير هلوسة تروج في السوق السوداء، ويستوردها المهربون من الخارج. الأمر الذي يطرح ضرورة التعاطي مع هذا الجانب بكثير من الحزم، نظرا لأن هذا الأخير يشكل خطرا كبيرا على شباب المغرب.

بالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة، إلا أن التجارة وتعاطي المخدرات في تنام مستمر، والدليل أنه لازالت المصالح الأمنية إلى حد اليوم تلقي القبض على شبكات متاجرة في المخدرات دولية قوية، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود من أجل التقليل من تفاقم الظاهرة والسير نحو الحد من مخاطرها.

Exit mobile version