MarocUniversel/متابعة
تم اليوم الاثنين بالرباط افتتاح “أسبوع اللغة الاسبانية بالمغرب” في نسخته السابعة، والذي ينظم بمبادرة من سفارات الدول الناطقة بالإسبانية في المغرب، من أجل التعريف بالأدب والثقافة الإسبانية والأمريكية اللاتينية.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال خوصي ماريا مارتينيز الونصو، مدير معهد ثيربانتيس بالرباط، إن تنظيم هذه التظاهرة من طرف سفارة الدول الأربعة عشر الناطقة بالإسبانية يهدف إلى التعريف بمؤهلات هذه اللغة والفرص التي تتيحها للمغاربة، مبرزا أن لغة ثيربانتيس تعد “مكونا عضويا في الثقافة المغربية”.
وأوضح مارتينيز الونصو أن علماء اللغة الاجتماعيين يتوقعون أن تصبح الولايات المتحدة ثاني بلد ناطق بالإسبانية في أقل من أربعين عاما، مشيرا إلى أنها تعد حاليا اللغة الأم لما يقرب من 600 مليون شخص في العالم، واللغة الأم الثانية بعد المندرينية الصينية.
من جهته، استعرض المؤرخ والباحث اللغوي، والمترجم المتخصص في الدراسات الإسبانية و عضو مراسل للأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، الحسين بوزينب، التفاعل الحاصل بين اللغات المتداولة في الجزيرة الايبيرية وفي المغرب، مبرزا الانصهار بينهما.
وأوضح بوزينب، في هذا الصدد، أن اللغتين الاسبانية والبرتغالية كانتا في مرحلة معينة تكتبان بحروف عربية في ما كان يطلق عليه آنذاك ب”اللغة العجمية”، في حين كانت الأمازيغية جسرا انتقلت من خلاله كلمات عربية إلى الإسبانية.
أما عبد الرحمان الفاتحي، الشاعر والأستاذ الجامعي، فاعتبر اللغة الاسبانية “جزءا من هويتنا المغربية”، مبرزا حضور المغرب في أدب ثيربانتيس.
من جهته، قدم الباحث والمتخصص في فقه اللغة الاسبانية، محمد ابريغاش، نبذة عن حضور اللغة الاسبانية بالمغرب، مشيرا إلى المراسلات الرسمية بالإسبانية في عهد السعديين إلى المملكة الاسبانية، وهو ما شكل أحد أولى مظاهر كتابة الاسبانية بالمغرب، فضلا عن استعراضه لعدد من الجرائد الناطقة بالإسبانية بداية القرن العشرين بالمغرب.
ويتضمن برنامج هذه الدورة السابعة، التي يستضيفها معهد ثيربانتيس بالرباط إلى جانب مؤسسات أخرى على مدى خمسة أيام، ندوات ومعارض ومسرحيات وحفلات موسيقية، تنظمها مختلف السفارات بهدف تقريب الشعب المغربي من واقع كافة البلدان التي تجمعها اللغة الإسبانية.
وشهد افتتاح التظاهرة قراءة مقتطفات من “دون كيشوت”، تلاه افتتاح معرض حول أعمال الكاتب المكسيكي خوان رولفو، في ما ستنظم مساء مائدة مستديرة حول “الوضع الراهن للغة الإسبانية بالمغرب”.
وسيعرف يوم الثلاثاء 9 ماي مناقشة موضوع “اللغة الإسبانية في إفريقيا.. حالة غينيا الاستوائية على الساحة الدولية”، وعرض عمل “الحياة البئيسة لخوانيتا ناربوني”، وهو تكييف مسرحي لرواية الكاتب أنخيل باسكيث المزداد بطنجة.
وسيتخلل هذه المناقشات والموائد المستديرة والعروض تكريم الكاتب الشيلي خورخي إدواردز (11 ماي)، المتوفى مؤخرا، والذي يعتبر أحد رموز الأدب الإيبيري-الأمريكي، من طرف الكاتب كريستوبال بيريز بارا.
وسيسدل الستار على فعاليات هذه التظاهرة يوم الجمعة 12 ماي بعرض موسيقي لكورال مدرسة “ميراسييرا” بمدريد.
ويتيح هذا الأسبوع الاستمتاع بأنشطة هذه التظاهرة بالمجان في حدود الأماكن المتاحة، كما سيتم نقل فعالياتها على شبكات التواصل الاجتماعي لمراكز معهد ثيربانتيس بالمغرب، وكذا على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالسفارات المنظمة للتظاهرة (الأرجنتين، كولومبيا، كوبا، الشيلي، السلفادور، إسبانيا، غواتيمالا، غينيا الاستوائية، المكسيك، بنما، الباراغواي، البيرو، جمهورية الدومينيكان، وفنزويلا).
يشار إلى أن اللغة الإسبانية، التي تعتبر اللغة الأم الثانية في العالم بما لا يقل عن 595 مليون ناطق بها، تعد بوابة على ثقافات جد غنية ومتنوعة، وجسرا للتواصل والتجارة والتعليم والسياحة والرياضة في 21 بلدا في عدة قارات.
ويعتبر أسبوع اللغة الإسبانية بالمغرب مبادرة انبثقت عن التعاون القائم بين سفارة إسبانيا ومعهد ثيربانتيس بالرباط، وسفارات الدول الناطقة بالإسبانية المعتمدة في المغرب. ويتعلق الأمر بسفارات دول الأرجنتين وشيلي كولومبيا وكوبا واسبانيا وغواتيمالا وغينيا الاستوائية والمكسيك وبنما وباراغواي وبيرو ودومينيكان وسالفادور وفينزويلا.
وعرف افتتاح هذه التظاهرة الثقافية حضور عدد من الشخصيات الهامة، من بينها على الخصوص السيد عمر عزيمان، مستشار صاحب الجلالة، فضلا عن سفراء الدول الناطقة بالإسبانية الأربعة عشر المنظمة للنسخة السابعة للغة الاسبانية بالمغرب.