في بيان أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية “وفاة اللواء المتقاعد المجاهد خالد نزار، وزير الدفاع الوطني الأسبق الجمعة، بعد مرض عضال”، ونشرت الرئاسة برقية تعزية من الرئيس عبد المجيد تبون لعائلة الراحل مما جاء فيها “كان من أبرز الشخصيات العسكرية، كرس مشوار حياته الحافل بالتضحية والعطاء، خدمة للوطن من مختلف المناصب والمسؤوليات التي تقلدها”.
الراحل الذي توفي اليوم الجمعة عن عمر يناهز 86 سنة، يتم وصفه على أنه مهندس العشرية السوداء.
وهو رابع رئيس أركان للجيش الجزائري، شغل منصب قائد للقوات البرية ونائبا لرئيس أركان الجيش الجزائري في 1987، ثم وزيرا للدفاع من 1990 إلى 1993.
ويرى الكثيرون أن رحيل خالد نزار يتم معه طي صفحة سوداء من تاريخ الجزائر الحديث، لكون اسمه ارتبط بقمع الانتفاضة الشعبية التي عرفتها الجزائر في 5 أكتوبر 1988، والتي خلفت 500 قتيل.
وبعد تحقيق الإسلاميين فوزا ساحقا في انتخابات البرلمان نهاية 1991، تم إلغاء نتائجها على عهد وزير الدفاع خالد نزار، حيث دخلت الجزائر في حرب أهلية عرفت ب “العشرية السوداء”.
وبناء على شكوى كان قد رفعها ضده عضوان في”الجبهة الإسلامية للإنقاذ” المنحلة يتهمانه فيها ب”تعذيبهما” خلال فترة الاقتتال، فاتهمته النيابة السويسرية ب”ارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.
بعد صعود الرئيس الراحل بوتفليقة لسدة الحكم في قصر المرادية، اختار نزار المنفى الاختياري، واعتبره الكثيرون بمثابة هروب من الملاحقة بعد تراجع نفوذه.
وفي باريس، أصدر كتابات ضمنها مذكراته الشخصية وكشف فيها عن مجموعة من الأسرار والحقائق تهم تلك الفترة وما تلعبه المؤسسة العسكرية في الحكم في الجزائر.
وصف بأنه صانع الرؤساء في الجزائر، نظرا لما تلعبه المؤسسة العسكرية من دور محوري وأساسي في البلاد. وبوفاة خالد نزار، يغلق ملف هذه الشخصية المؤثرة والتي صنعت كثيرا من الأحداث في مربع الحكم.