رواد القراءة والثقافة ومنتدى الإنماء للثقافة والمواطنة ..ينظمان ندوة وطنية حول "مستجدات القضية الوطنية في ظل المتغيرات الدولية"

MarocUniversel/متابعة
يشهد عالم اليوم الكثير من المتغيرات التي تنذر بتحول عميق في توازن القوى العالمي . و يعرف العديد من الأزمات المركبة و المتعددة الأبعاد : فقد اتسم العقد الأخير بأزمات وبائية و سياسية و مالية و اقتصادية التي كان لها الأثار الوخيمة على جميع الدول ؛ كما تتواجه حاليا روسيا و أوكرانيا في حرب مفتوحة على جميع الاحتمالات بشرق أوربا . بالنظر لأنها حرب تخفي في طياتها الصراع على طبيعة النظام العالمي الناشئ بين الولايات المتحدة و المغرب من جهة و روسيا من جهة ثانية . هذه الأحداث من الممكن أن تؤدي إلى بروز قوى جديدة ، تمارس تأثيرها بالمؤسسات العالمية و توسع من نفوذها بالمجالات الإقليمية ، بل و تؤشر على ظهور تحالفات و تكتلات عالمية لمواجهة التداعيات الراهنة ؛
و المغرب ليس بمنأى عن هذه التغيرات التي يشهدها النظام العالمي ، خصوصا أنه يقع في موقع جغرافي استراتيجي، كما أن سياسته مقيدة بطبيعة النظام الدولي الحالي و أيضا بجيوبوليتيكا النظام الإقليمي الذي ينتمي إليه، باعتباره نظاما إقليميا يجمع بين دول من غرب المتوسط بجغرافيات مختلفة و سياسات متأثرة بهذه الجيوبوليتيكا، بمعنى آخر أن المغرب دولة شبه جزرية بواجهتين بحريتين و بحدود برية و بحرية مع ثلاث دول ، و هذه الجيوبوليتيكا بقدر ما تجد امتداداتها في سياسة المغرب الخارجية و تفاعلاته الدولية ، فإنها تحدد طبيعة الخيارات الممكنة في بيئة إقليمية متأثرة برواسب التاريخ و مشاكل الحدود المتوارثة عن الاستعمار الغربي و مخلفات الحرب الباردة .
و عليه، تواجه المغرب تحديات كثيرة على المستوى الداخلي و الخارجي ، كما يصطدم في تفاعلاته الخارجية بعقبات تشوش على مكانته الدولية ، لعل أبرزها هو ما يشبه خصوم الوحدة الترابية بالمنتديات و المؤسسات العالمية من حملات تحريضية و عدائية ، سواء عبر تمثيليتهم أو عبر أدوات و آليات ذات طابع غير دولتي ، و هذا ما يتصدى له بالكثير من الحزم من خلال الدفاع عن حقوقه التاريخية المشروعة و التراجع عن وحدة أراضيه و سلامة أقاليمه ؛
من هذا المنطلق ، يشكل ملف الوحدة الترابية أهم أولويات الدبلوماسية المغربية، سواء منها الحكومية أو غير الحكومية ، إذ بفضل الجهود المبذولة حققت مكتسبات مهمة ، أهمها كسب مواقف دول مؤيدة لمغربية الصحراء، و هي الدول التي كانت إلى عهد قريب مصطفة مع أعداء الوحدة الترابية، كما ازداد عدد الدول المدعمة لمقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، ناهيك عن تزايد عدد الدول التي افتتحت القنصليات بالصحراء المغربية، بالموازاة مع ذلك ، فإن تنمية المناطق الجنوبية تسير بوتيرة سريعة إلى جانب البناء المؤسساتي الحقيقي و الديمقراطي التمثيلي ، و ذلك من خلال المشاريع الاقتصادية و البنيات التحتية و الإستثمارات التي تمكن ساكنة هذه الأقاليم من الاندماج الاقتصادي والاجتماعي.

لأجل ذلك ، ارتأى منتدى الإنماء للثقافة و المواطنة و جمعية رواد القراءة و الثقافة تنظيم ندوة حول الصحراء المغربية في موضوع “القضية الوطنية في ظل المتغيرات الدولية”:و بهدف هذه الندوة للمساهمة في النقاش العمومي حول القضية الوطنية بغية الوعي بأهم التحديات و المكتسبات و المستجدات التي تعرفها القضية ، كما تتطلع للإجابة على مجموعة من التساؤلات و الإشكاليات ذات الصلة ، أبرزها : ما هي أهم المستجدات التي جاء بها القرار الأممي الأخيرة رقم 2456 ؟ و ما طبيعة التحديات التي تواجه القضية الوطنية في ظل المتغيرات الدولية الراهنة ؟ و ما دلالات افتتاح الدول لقنصلياتها بالمناطق الجنوبية للمملكة ؟ و أي دور للدبلوماسية البرلمانية في الترافع على الوحدة الترابية؟