تقرير أمريكي : إمكانية التراجع عن "التطبيع" المغربي الإسرائيلي في حال استمرار العدوان على غزة
الرباط ماروك يونيفرسال /و.م.ع/متابعة
في ظل مايشهده قطاع غزة من مواصلة للعدوان الإسرائيلي على أهاليها، وبشكل ينافي كل القيم الإنسانية، تتوالى المواقف الدولية الرافضة لاستمرار العدوان على المدنيين الفلسطينيين. هاته المواقف التي لا تستثني الدول التي استأنفت مؤخرا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، ومنها المغرب.
في هذا الإطار، أصدرت مجلة ” World Politis Review” الأمريكية تقريرا تتوقع فيه مايمكن أن يخلفه استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة من أثر عميق على علاقات الرباط وتل أبيب ، وبالتالي إضعاف العلاقات بين البلدين، مع مايعنيه ذلك من تجميد للتطبيع أو تراجع عنه.
وحسب ذات المصدر، فكون أغلب المواطنين المغاربة يساندون – وبشكل تقليدي – القضية الفلسطينية، فإن العلاقات المغربية الإسرائيلية باتت تواجه تحديا كبيرا، مع الإشارة إلى أن ” انخراط الرباط في اتفاقيات ابراهام وتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، مقابل اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه، كان بالنسبة للسلطات المغربية ‘ مبادرة تستحق المخاطرة’، حيث جعلت المملكة من تثبيت سيادتها على أقاليمها الجنوبية هدفا رئيسيا لسياستها الخارجية”.
وأشارت المجلة الأمريكية نفسها إلى أن “الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء بات أمرا متأصلا في خطابات الدولة المغربية”، وأضحى معتادا للدبلوماسيين الأجانب تلقي توبيخات شديدة اللهجة من المسؤولين المغاربة في كل وقت يتبنون أدنى قدر من التحفظ حول وحدة أراضي المملكة، موضحة أن” اختيارات المغرب علاقة بقضية الصحراء وعلاقاته مع إسرائيل كانت حتى ال7 من أكتوبر لا يمكن التشكيك فيها”.
تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الملكية كانت في وقت سابق قد شددت على ضرورة الابتعاد عن استخدام قضية الروابط مع إسرائيل لتحقيق مكاسب سياسية حين تلقي حزب العدالة والتنمية لتوبيخ ملكي بعدما اتهم عبد الاله بنكيران وزير الخارجية المغربي بالانحياز إلى تل ابيب في مارس الماضي. وهو ماأشار إليه التقرير ذاته حين أورد أن ” المغرب نجح قبل الحرب الحالية في جعل الروابط مع إسرائيل حقيقة لاتقبل الجدل”.
وتضمن التقرير استعراضا للتحولات التي عرفتها العلاقات المغربية الإسرائيلية منذ نهاية عام 2020 إلى حدود بداية أكتوبر الماضي، تمثلت في تبادل البلدين لزيارات من أعلى المستويات، قبل الوصول إلى اعتراف تل ابيب بمغربية الصحراء، وهو ماجعل المجال مفتوحا وقتها لإمكانية زيارة بنيامين نتنياهو إلى الرباط، قبل أن يبرز أنه ” في السياق الحالي، ونظرا للأزمة الإنسانية الحالية في غزة، فإن التطبيع بين البلدين يبدو انه سيتجمد وقد يصل الأمر إلى حد التراجع عنه ووقفه” ، مشددا في نفس السياق أن ” كل شيء يتوقف بالنسبة للمغرب عند المدة التي سيستمر فيها الهجوم الإسرائيلي”.
ونقلت المجلة عن أحد المحللين أنه ” من المستبعد أن تنهي الأزمة الحالية مسلسل التطبيع المغربي الإسرائيلي، غير أن ذلك لن يحدث إلا إذا كانت الحرب قصيرة، أما إذا استمر الهجوم لأشهر مع ارتفاع أعداد الضحايا فإن ذلك سيضع الدولة المغربية في موقف حرج قد يؤثر على على التطبيع، بل وقد يؤدي إلى التراجع عنه”، خصوصا – وحسب ماأشارت إليه المجلة – أن السلطات المغربية سمحت بتنظيم الاحتجاجات والمظاهرات التضامنية مع فلسطين، وداست أقدام المتظاهرين على الأعلام الإسرائيلية والأمريكية مرددين شعارات ض
ضد التطبيع مع تل ابيب. ولفتت المجلة إلى أن ” الرباط لم تعد أمامها سوى خيارات قليلة، كالأمل في أن ينتهي الصراع قريبا، إذ يبدو ان المغرب يعول على نهاية مسيرة نتنياهو السياسية مع نهاية الحرب، وبالتالي إعادة التأكيد على حقيقة الروابط التاريخية مع الجالية المغربية في إسرائيل، بشكل يتجاوز سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية “.