قراءة في بنود البيان الختامي للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الرابعة والأربعين
الرباط/ماروك يونيفرسال/متابعة
في بداية البيان، تقدم المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بتهنئة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ، على توليه رئاسة الدورة الحالية للمجلس الأعلى، مقدرا حرص سموه على تفعيل مسيرة التعاون بين دول المجلس في كافة المجالات.
كما أشاد المجلس الأعلى أيضا بقرارات القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتي استضافتها المملكة العربية السعودية في 11 نونبر 2023، قصد بحث الأوضاع المؤلمة في غزة. وأشاد المجلس الأعلى في نفس السياق، بجهود قطر بشراكة مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية يخفف من الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، مع ترحيب المجلس بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الدورة 44 للمجلس الأعلى، حيث تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. كما أعرب المجلس عن خالص التعازي والمواساة لضحايا الزلازل بالحوز وجنوب تركيا وشمال سوريا، مع التنويه بالدعم الرسمي والشعبي من دول مجلس التعاون للمتضررين من الزلازل.
أما فيما يخص الفضاء، فقد أشاد البيان الختامي بما تحرزه دولة الإمارات من تقدم في المجال، خصوصا تحقيق نجاح أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، وكذا التنويه بما حققه برنامج المملكة العربية السعودية في مجال استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية.
ملف التغير المناخي، كان حاضرا في البيان الختامي الذي أشاد بريادة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، وتهنئة الإمارات على افتتاح قمة كوب 28.
الحدث الرياضي لاستضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2034، كان حاضرا وشكل مناسبة لتقديم التهنئة لهذا البلد من طرف المجلس الأعلى، وكذا تهنئته بمناسبة إكسبو 30 وإكسبو 33 كلا من السعودية وقطر، وتمني التوفيق والنجاح لهما على هاته الاستضافة.
رؤية خادم الحرمين الشريفين، محور استأثر بأهمية كبيرة في البيان الختامي الذي أشار إلى اطلاع المجلس الأعلى على التقدم المحرز في تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتقرير العمل الخليجي المشترك.
هذا العمل، الذي أبدى كذلك المجلس الأعلى ارتياحه لما تم إنجازه من خطوات في سبيل تطويره وتحقيق التكامل بين دول المجلس.
أما فيما يهم حماية البيئة، والتغير المناخي، والطاقات المتجددة، فقد ثمن المجلس الأعلى إنجازات وجهود الدول الأعضاء خصوصا فيما يتعلق بتحولات الطاقة وتبادل الخبرات تحت مظلة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
أما في ميدان العمل العسكري والأمني المشترك، فقد نوه البيان باستمرار العمل العسكري المشترك بين القوات المسلحة لدول المجلس، مع تجديد المجلس الأعلى حرص دول المجلس على الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة ودعم شعوبها، مع التشديد على أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ وفقا لمبدأ الدفاع المشترك.
الوضع في غزة والقضية الفلسطينية محوران حضرا بقوة في البيان الختامي، فقد أدان المجلس الأعلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ودعا إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الشقيق. كما حمل إسرائيل المسؤولية القانونية على اعتداءاتها المستمرة التي طالت المدنيين الأبرياء في انتهاك صريح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مع إعراب المجلس رفضه لأي مبررات وذرائع لوصف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه دفاع عن النفس، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي.
كما دعا المجلس الأعلى المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف استهداف الوجود الفلسطيني في مدينة القدس وطرد الفلسطينيين. كما أدان الخطابات العنصرية والمتطرفة ضد الشعب الفلسطيني، مع تثمين ماتقدمه دول المجلس من مساعدات سخية لدعم أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين ( الأونروا).
أما فيما يهم مكافحة الإرهاب والتطرف، فقد أكد المجلس الأعلى مواقفه وقراراته الثابتة اتجاه الإرهاب والتطرف، ونبذ كافة صوره وأشكاله، مع تأكيد دعم الجهود الدولية والإقليمية ضد كافة التنظيمات الإرهابية.
وعن العلاقة بإيران، فقد أكد المجلس مواقفه الثابتة وإدانته لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة. ومن جهة أخرى، تضمن البيان إعراب المجلس الأعلى عن القلق من تطورات الملف النووي الإيراني، والتأكيد على أهمية التزام إيران بعدم تجاوز نسب تخصيب اليورانيوم التي تتطلبها الاستخدامات السلمية.
وعن اليمن، رحب المجلس الأعلى بقرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة ( الدورة 32 )، حيث التأكيد على دعم كل مايضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية ويحقق تطلعات شعبها، وكذا الإشادة بإعلان العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على تقديم الدعم الاقتصادي، ودعم مشاريع التعافي وإعادة التأهيل العام، مع إدانة المجلس الأعلى للهجوم الإرهابي الغادر لميليشيات الحوثيين.
وعن المغرب، أكد المجلس الأعلى على أهمية الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين مجلس التعاون والمملكة المغربية، ومواقفه الداعمة لمغربية الصحراء، والحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية ووحدة أراضيها، مع تقديم التهنئة بمناسبة اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا ملف المغرب إلى جانب اسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم.
وعن العراق، فقد أكد المجلس مواقفه ودعم جهوده القائمة لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار مع إدانة العمليات الإرهابية التي تتعرض لها العراق، والتأكيد على وقوف دول المجلس صفا واحدا إلى جانب العراق الشقيق.
وقد أكد المجلس اتجاه سوريا، ضرورة الحفاظ على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها.
كما أكد دعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، مع التأكيد على أهمية تنفيذ إصلاحات تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية.
حضر الملف الليبي في البيان الختامي، حيث أكد المجلس الأعلى على المواقف والقرارات الثابتة بشأن الأزمة الليبية، والحرص على الحفاظ على مصالح الشعب الليبي، مع دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي.
وأكد المجلس الأعلى على أهمية الحفاظ على سيادة وأمن السودان واستقراره ووحدة أراضيه، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني مع الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة الوطنية.
وعن أفغانستان، أكد المجلس الأعلى على أهمية استعادة الأمن والاستقرار بأفغانستان، وأهمية ضمان حق المرأة في التعليم والعمل، وحماية الأقليات.
فيما يخص الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، أكد المجلس دعمه لجهود الوساطة التي قامت بها دول المجلس لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا سياسيا وتغليب لغة الحوار.
ومع الدول والمجموعات الأخرى، وجه المجلس بتعزيز الشراكات مع كافة الدول والمنظمات الفاعلة في العالم، بتنفيذ ماورد في القرارات وخطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها.
وختم البيان بإبداء المجلس الأعلى ترحيبه بتسليم رئاسة دورته الخامسة والأربعين، لدولة الكويت، بمشيئة الله.