مراكش : ناصر بوريطة يفتتح المنتدى العربي الروسي .. ويشير للقضية الفلسطينية والليبية كقضايا محتدمة يجب التعاطي معها..
الرباط/ ماروك يونيفرسال/أميمة محداد
خلال الجلسة الإفتتاحية لمنتدى التعاون العربي الروسي، المنعقد اليوم بمدينة مراكش في دورته السادسة، أشار وزير الخارجية ناصر بوريطة خلال كلمته الافتتاحية الى التطور التي تشهده الشراكة بين الجانب العربي والروسي، كما اعتبر أن هذه الدورة من المنتدى ستكون مناسبة ملائمة لتقييم مسار التعاون وللوقوف على نقاط قوته ومكامن قصوره.
في معرض كلمته أكد وزير الخارجية ناصر بوريطة، على ’’ ضرورة النظر في الإطار المنظم للتعاون بين الجانبين، بغرض الانتقال به من نمط التداول السياسي التقليدي إلى مرحلة الحوار الاستراتيجي، وفق روية استشرافية تأخذ بعين الاعتبار التطورات على المستويين العالمي والإقليمي، وتراعي المصالح المشتركة للطرفين’’، وأشار إلى أنه يجب تجاوز منطق الحوار الدبلوماسي الكلاسيكي، نحو أنماط تعاون مبتكرة وملموسة، عبر أدوات الاستثمار والمشاريع ذات المنفعة المشتركة. فنحن نؤمن أن رافعة الاقتصاد والرأسمال البشري، يشكلان عاملين حاسمين في صياغة مستقبل الشراكة العربية-الروسية.
ووقف وزير الخارجية ناصر بوريطة في كلمته كذلك على حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وأشار قولا’’ أن لقاءنا ينعقد بالتزامن مع استمرار موجة العنف المسلح التي يتعرض لها قطاع غزة، وما خلفته-ولازلت- من ضحايا بالآلاف في صفوف المدنيين ومن تخريب ودمار وحصار شامل’’.
وأشار الى دعوة الملك محمد السادس والتزامه بالسلام في المنطقة بصفته رئيسا للجنة القدس، وضرورة ’’ وقف التصعيد ووقف إطلاق النار بشكل دائم وقابل للمراقبة، وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم’’، وتأتي هذه الكلمة في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الشهداء المدنيين 18 ألفا، في تعد صارخ لكل المواثيق الدولية من طرف الاحتلال الإسرائيلي، كما شدد وزير الخارجية ناصر بوريطة على ضرورة، السماح بإيصال المساعدات الانسانية بانسيابية وبكميات كافيه لساكنة غزة.
وتطرق الوزير ناصر بوريطة كذلك في كلمته الى الوضع في ليبيا حيث عبر عن تطلعه، أيضا، إلى اكتمال فصول العملية السياسية في ليبيا في أقرب الآجال، بواسطة الأشقاء الليبيين أنفسهم، عبر تنظيم الاستحقاقات الانتخابية في موعدها المحدد، بعيدا عن التأثيرات والتدخلات الخارجية، وهو ما سيشكل بداية لمرحلة جديدة في هذا البلد الشقيق، أسسها الاستقرار والشرعية والاستجابة لمتطلبات الشعب الليبي.
وشدد كذلك على أن ’’الوقت قد حان في تصورنا، أن يتم التعامل مع العالم العربي وفق مقاربة مغايرة في التعاطي مع قضاياه وانشغالاته، تستجيب للتحديات الراهنة التي يعرفها العالم والمنطقة العربية خاصة، تتعامل مع الدول العربية كمنظومة متسقة، لها وزنها الإقليمي والدولي، مقاربة مبنية على شراكة حقيقية روحا ومضمونا، تدافع عن قضايا وانشغالات الدول العربية قولا وفعلا’’، تـأتي الكلمة في الوقت الذي تعرف فيه المنطقة العربية التوترات الأكبر على مر التاريخ، بالنضر للأزمة السودانية واليمنية والسورية والليبية والحرب على غزة التي وصفها خبراء عسكريين بالمجنونة، وما يشهده المحور العربي من عدم اتساق المصالح الديبلوماسية مما نتج عن صمت الدعم العربي للقضية الفلسطينية، في حين نرى فيه تناغم المسار السياسي الغربي الذي يرى في الحرب على غزة حق للاحتلال الإسرائيلي من أجل الدفاع عن النفس.
وختم وزير الخارجية كلمته، بأن المملكة المغربية تعتبر منتدى التعاون العربي – الروسي امتدادا للعلاقات التاريخية القائمة بين المغرب وروسيا، والتي اعتبرها بأنها علاقات ضاربة جذورها في القدم لأكثر من قرنين من الزمن اتسمت على الدوام بالحوار، والتعاون، والتقدير، والاحترام.