نشرت جريدة “هافينغتون بوست” واصفة المبادرة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس وأسس عليها الاجتماع الوزاري للتنسيق بشأن المبادرة الدولية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، بمشاركة مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، أنها تهدف إلى التصدي لمرتزقة فاغنر الروسية.
وقبل سنتين، كانت تقارير قد كشفت عن خريطة انتشار مجموعة “فاغنر” الروسية بمناطق في القارة الإفريقية، ودول محيطة بالمملكة حيث يتواجد عدد من عناصر المرتزقة. وهو ما يشكل تضييقا من موسكو على توسع النفوذ الاقتصادي والسياسي للمغرب في إفريقيا، من خلال تقوية حضور المرتزقة، حيث يرى متتبعون أن ” وجود مرتزقة”فاغنر” في مالي وغرب إفريقيا عموما، هو تحد جديد للمغرب والحلف الأنكلوساكسوني الذي يمثل المغرب أحد أطرافه في المنطقة”.
هذا وقد سبق لمواقع إعلامية فرنسية اتهام الجزائر بتمويل صفقة جلب “فاغنر” إلى مالي بنسبة أكثر من نصف التكلفة. وفقط في غشت الماضي تحدثت صحيفة “ساحل أنتلجنس” عن أسباب دعم النظام الجزائري لمرتزقة”فاغنر” الروسية في إفريقيا، وأن الأمر هو نكاية في فرنسا والمغرب، ما يثير تساؤلات وخلافات عديدة، حسب مراقبين غربيين. ورأت الصحيفة أن الجزائر تسعى، من خلال دعم “فاغنر”، إلى توسيع دائرة نفوذها مع تعزيز مكانتها في النزاعات الإقليمية، لاسيما في مالي ودول الساحل.
دول الساحل التي تمر بأزمة سياسية وأمنية، هاهي اليوم تنخرط في المبادرة الدولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي في اجتماع، الأسبوع الماضي، بمراكش، عرف مشاركة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمالي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والنيجيريين بالخارج، ووزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي والبوركينابيين بالخارج، وكذا المدير العام لإفريقيا والاندماج الإفريقي بوزارة الشؤون الخارجية والتشاديين بالخارج والتعاون الدولي.
المبادرة الملكية توفر إمكانات غير مسبوقة، من شأنها تقديم حلول مناسبة لتعزيز الاندماج والتعاون الإقليميين، والتحول الهيكلي لاقتصادات هذه الدول الشقيقة، وتحسين ظروف المعيشة لساكنة بلدان الساحل والصحراء في إطار مقاربة مبتكرة ومندمجة لتعزيز استقرار وأمن المنطقة.
وجدير بالذكر، أنه في اختتام أشغال الاجتماع الوزاري للتنسيق بشأن المبادرة الدولية لجلالة الملك لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، أعرب وزراء خارجية دول الساحل الإفريقي: بوركينافاسو، ومالي، والنيجر، وتشاد عن انخراطهم بلدانهم في هذه المبادرة الدولية، وأدلوا في مداخلاتهم بعبارات قوية تجسد انخراطا وامتنانا كبيرا، مثل تعبير رئيس الدبلوماسية المالية الذي لخص أهمية المبادرة بالنسبة لدول الساحل في عبارة قوية يشيد من خلالها بسمو المبادرة الملكية “منح الماء يعني منح الحياة، والمغرب اختار منح البحر للدول غير الساحلية”.