في ظل التراكمات التي حصلتها الدبلوماسية المغربية من خلال شركائها المتعددين أعطت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إشارة جديدة على رغبتها في دفع الجزائر إلى العمل على طي ملف الصحراء نهائيا.
بناء على ذلك اجتمع نائب وزير الخارجية الأمريكي المكلف بمنطقة شمال إفريقيا، جوشوا هاريس، بالسفير الجزائري لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ووزير الخارجية الأسبق، صبري بوقدوم، ويأتي ذلك بعد أقل من شهر على عودة جوشوا هاريس إلى واشنطن من جولته المغاربية.
هذا ويسجل أنه مباشرة بعد موافقة الإدارة الأمريكية على تعيين بوقادوم سفيرا جديدا للجزائر في أكتوبر الماضي، عقد هاريس مع هذا الأخير لقاء بمقر السفارة، والذي أتى بعد رحلة هاريس إلى الجزائر.
وقد عرفت هذه الزيارة عقد لقاء شهر دجنبر المنصرم يجمع بين وزير الخارجية أحمد عطاف، ونظيره الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، والتي وضع ملف الصحراء ضمن طاولة النقاش الخاصة بهذا اللقاء، ليخبر السلطات الجزائرية بأن واشنطن “لا تريد مزيدا من التأخير” في الوصول إلى حل.
وأوردت السفارة الجزائرية في واشنطن عبر تدوينة لها، أن بوقادوم، بوصفه سفير الجزائر المعين، باشر لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين باستقباله جوشوا هاريس، نائب كاتب الدولة الأمريكي لشمال إفريقيا، وأضافت “كان اللقاء فرصة للتأكيد على أهمية مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول عدد من القضايا الجهوية ذات الاهتمام المشترك”.
ويسجل أن هاريس، خلال آخر زيارة له للجزائر، قد عقد لقاء مع وزير خارجيتها أحمد عطاف والأمين العام للوزارة لوناس مقرمان، بتاريخ 8 دجنبر 2023، وعلى إثرها قالت الخارجية الأمريكية إن المشاورات جرت بشأن “الجهود المشتركة لتعزيز السلام والأمن الإقليميين، بما في ذلك تكثيف التعاون لضمان نجاح الأمم المتحدة في العملية السياسية بشأن الصحراء دون مزيد من التأخير”.
جدير بالذكر أن الخارجية الأمريكية تستعمل هذه الصيغة للمرة الثانية، إذ قبل ذلك، وتحديدا يوم 6 دجنبر 2023، أعلن قسم شؤون الشرق الأدنى أن هاريس، وصل إلى الجزائر للشروع في جولة مشاورات معها ثم مع المغرب، حول “تعزيز السلم الإقليمي”، و”تكثيف المسار السياسي” للأمم المتحدة بشأن ملف الصحراء، بهدف “الوصول إلى حل دائم وكريم دون مزيد من التأخير”.
يناء عليه يتضح أن إدارة الرئيس الديمقراطي بايدن تريد حسم ملف الصحراء قبل انقضاء ولاية هذا الأخير، والتي ستصل إلى نهايتها مع متم العام الجاري، في ظل تفوق منافسه، الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، في سباق استطلاعات الرأي، وهو الذي كان قد وقع مرسوما رئاسيا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء أواخر دجنبر من سنة 2020.
ارتباطا بذلك فإن واشنطن تقول بأن الحل الأمثل والنهائي لقضية الصحراء يتمثل في مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو ما ترجمه تأكيد وزارة الخارجية الأمريكية في وثت سابق أن “الموقف الواضح والثابت” للولايات المتحدة إزاء قضية الصحراء لم يتغير، مجددة دعم إدارة بايدن للمخطط المغربي باعتباره “جادا وذا مصداقية وواقعيا”، وذلك في بلاغ جرى تعميمه عشية زيارة هاريس، إلى المغرب يومي 17 و18 دجنبر 2023، قادما من الجزائر.