سياسة

المبادرة الملكية من أجل الفضاء المتوسطي تقدم للدول الإفريقية تحالفا اقتصاديا وجيوسياسيا قويا..

الرباط-ماروك يونيفرسال -متابعة

في أعقاب سنة 2023 وتنفيذا للإرادة الملكية السامية نظم المغرب اجتماعه الأول الذي مع كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وشكل الانفتاح على المحيط الأطلسي موضوع هذا الاجتماع الذي عرف حضور وزراء خارجية أربع دول بمدينة مراكش. هذا الانفتاح الذي في ظاهره يشكل أرضية لتحالف اقتصادي يحمل أيضا في باطنه تحالفا جيوسياسي.

وعرف هذا الاجتماع إشادة كبيرة من الحضور، حيث قال وزير الشؤون الخارجية المالي، عبد الله ديوب، أن “تقديم الماء هو تقديم الحياة” وذلك تعبيرا عن امتنانه للمبادرة المغربية; حسب ما نقله موقع “rfi” في مقال سابق له.

كما أشار ذات المصدر إلى أن تمكين البلدان المشاركة من الوصول إلى المحيط الأطلسي، ومنحها إمكانية الوصول إلى تطوير البنية التحتية للبلاد، عبر فتح الأبواب أمام التجارة الدولية، وصفه الخضور على أنه وعد مهم يكرس مكانة المملكة الشريفة.

غير أن هذه المبادرة رهينة بضرورة التنفيذ العملي والفعلي والانتقال من مرحلة المشروع، لكي تتمكن بلدان الساحل من الاستفادة من مزايا انفتاح المغرب على المحيط الأطلسي، وهو أيضا ما يطرح أيضا ضرورة إنشاء العديد من البنى التحتية للطرق والمطارات.

في ذات السياق فإن تأكيد بلدان الساحل أنها تريد الاستثمار للرد على الاقتراح المغربي، فإن التفكير لا يزال في بدايته، ومن أجل بلورته نحو التطبيق اتفق الوزراء الأربعة أيضا على إنشاء فرقة عمل في كل دولة مهتمة لإعداد واقتراح الطرق المثالية لتنزيل هذه المبادرة.

وضمن نفس المصدر ورد تصريح للدكتور يوسف شهاب أستاذ العلوم الجيوستراتيجة و التنمية الدولية بجامعة الصربون بباريس يحلل فيه هذه الروابط الجيوستراتيجية الناشئة عن المبادرة الملكية حول المحيط الأطلسي حيث أوضح أن “هذه مبادرة ذات بعد سياسي بحت ومن ثم جيوسياسي”

وفي مزيد من التفاصيل حسب ذات المصدر أوضح الأستاذ شهاب فيما يتعلق أولاً، بالشق السياسي فهو جزء من التنافس الطويل والمضطرب بين المغرب والجزائر على المناصب القيادية في أفريقيا، وخاصة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والساحل والصحراء.

ثانياً، محاولة احتلال أكبر قدر ممكن من الفراغ الجيوستراتيجي الناتج عن الانسحاب السريع للقوات الفرنسية من بوركينا فاسو والنيجر ومالي. لذا، فإن الطبيعة تمقت الفراغ، وكان للمغرب فكرته الخاصة، وهي استعادة هذه البلدان”.

مضيفا أن “العالم اليوم يتجه نحو المحيط الهادئ. ولا تتمتع أفريقيا بأي فرصة جيوسياسية للتواجد حاضراً، وربما تظل في طي النسيان بسبب هذه التغيرات الكبرى، لذا يظل المحيط الأطلسي قائماً.”

ويخلص ذات المتحدث حسب المصدر السابق إلى القول بأن “المحيط الأطلسي لا يهم الأميركيين والأوروبيين إلا قليلاً أو أكثر، لذا فإن المغرب يغتنم الفرصة لتقديم هذه المبادئ الثلاثة: وهي العزلة الجيوسياسية للجزائر؛ وتحالف الدول الإفريقية البحرية الناطقة بالفرنسية للتحرك نحو التجارة على المحيط الأطلسي؛ ومن ثم نشر تكنولوجيا محطات تحلية المياه الجديدة لتكون قادرة على تزويد أفريقيا باحتياجاتها الأكثر حيوية خلال العشرين عامًا القادمة، والتي ستكون طويلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى