في أول رحلة يقوم بها إلى الخارج، بعد تعيينه في الحكومة الإسبانية الحالية؛ وصف وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، خلال الاجتماع الذي عقده، اليوم الجمعة، في الرباط، مع نظيره المغربي، عبد الوافي لفتيت، المغرب، بأنه “الشريك الاستراتيجي الرئيسي لإسبانيا في الشؤون الداخلية”
وبحسب مارلاسكا، فإن هذا اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة من الاجتماعات الرفيعة المستوى بين إسبانيا والمغرب، يدل على “الحالة الممتازة للعلاقات”، مشيرا في الوقت ذاته “الالتزام الشخصي بتعزيز التعاون الثنائي بشكل دائم” بينه وبين نظيره المغربي.
وخلال لقائهما بالرباط، توجه المسؤول الحكومي الإسباني، بتقديم شكره لنظيره المغربي عبد الوافي لفتيت لقاء “التزام المغرب وجهده في التحدي المشترك للهجرة غير النظامية، وفي مكافحة عصابات الاتجار بالبشر”، التي اعتبرها “آفة قاسية وغير إنسانية بشكل خاص”، حسب تعبيره.
تكريسا لذلك؛ تعهد الوزيران بمواصلة النموذج الإسباني المغربي للتعاون الوقائي الثنائي، الذي يشكل، في رأي مارلاسكا، “المثال الأكثر صلة وتطورا للتعاون العملي لجميع أولئك المعروفين بين أوروبا وإفريقيا، ونموذجا رئيسيا في وقت زيادة ضغط الهجرة على الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي وفي المغرب”.
ولفت غراندي مارلاسكا، في هذا الصدد، إلى “الانخفاض بأكثر من 41 في المائة من الوافدين غير النظاميين إلى سبتة ومليلية”، مما يسلط الضوء، بحسبه، على “الجهد في مراقبة المحيط الخارجي للمدن المتمتعة بالحكم الذاتي”.
كما أبلغ مارلاسكا، نظيره لفتيت، بالتحسينات التكنولوجية التي يتم إجراؤها في مدينتي سبتة ومليلية، “لتعزيز سيولة المعابر الحدودية”، متابعاً بالقول: “نحن ننفذ نظاما تلقائيا للدخول والخروج، كما هو الحال في بقية المراكز الحدودية، والتي ستكون في مصلحة متبادلة، مما يضمن الضوابط المناسبة.”
وعلى مستوى مكافحة الإرهاب والحماية ، عمل الاجتماع المذكور، على “تعزيز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”؛ واستدرك الوزير الإسباني، الذي سلط الضوء على “النشاط المشترك في مسائل مكافحة الإرهاب خلال عام 2023″، قائلاً: “من خلال الدعم والتعاون الدوليين، نحن أكثر فعالية، سواء في الوقاية أو في الاضطهاد”.
يسجل في هذا الإطار أن السنة المنصرمة عرفت عمليات تنسيقية بين إسبانيا والمغرب في 14 عملية لمكافحة الإرهاب، بلغت ذروتها مع أكثر من 80 معتقلاً؛ وتم تنفيذ آخر عملية مشتركة، بين مفوضية المعلومات العامة الإسبانية، والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في 19 دجنبر الماضي، في الناظور ومليلية، وهي عملية نوعية انتهت بتفكيك شبكة متخصصة في تجنيد “الجهاديين”.
وعرفت زيارة مارلاسكا أيضا التطرق إلى جملة من القضايا أخرى ذات اهتمام مشترك على الطاولة بين المسؤولين، وخاصة في مجال الحماية المدنية، حيث أكد هذا الأخير أن “المغرب سيستمر في الحصول على المساعدة والقدرات التقنية لإسبانيا، كما يتضح من المساعدات المقدمة خلال الزلزال الذي هز البلاد في شتنبر الماضي”.
وبهذه المناسبة اغتنم المسؤول الحكومي الإسباني، الفرصة للإشادة بالتعاون الثنائي الذي سمح بالتنفيذ الناجح لعملية “مرحبا”، التي نفذت بين 15 يونيو و15 شتنبر 2023، والتي انتهت بأكثر من 3.2 مليون مسافر، وشهدت ،بحسبه “أعلى مستوى على الإطلاق في الصعود إلى المركبات”، متابعاً بالقول: “يجب أن نهنئ أنفسنا على التعاون المرضي في هذه المسألة الذي سيستمر في عام 2024”.