مبادرة إنهاء الأزمة في السودان علامات تلوح في الأفق والمغرب يلعب دورا رياديا..
الرباط -ماروك يونيفرسال-متابعة
إنهاء الأزمة في السودان، قد يبدو عنوانا عريضا لمبادرة يتمناها ويأملها الجميع ممن يحبذون السلم والأمن، وأفضل طريق مؤدية إلى هذه المبادرة هي الأدوار الدبلوماسية، ولاشك، والتي يدعو إليها كل مناصري السلام.
هاته الدبلوماسية، من الأكيد جدا أن يحضر فيها اسم لعب أدوارا تاريخية ومهمة في خدمة مصالح القارة الإفريقية بموضوعية وحياد، إنه اسم المملكة المغربية، التي ما فتئت تنهج سياسة اتجاه القارة، في مقدمتها رعاية مصالح إفريقيا والمواطن الإفريقي. وبالتالي، فإنهاء الأزمة في السودان، من المنتظر جدا أن يلعب فيه المغرب دورا رئيسيا، وهو الذي يدعو دوما إلى ضرورة احتواء الأزمة داخليا مع منع أي تدخلات خارجية، مع التأكيد الدائم على استعداد الرباط لتقديم المساعدة والدعم للأشقاء السودانيين حتى يتمكنوا من تجاوز أزمتهم. كما ان المملكة المغربية حافظت على علاقات جيدة مع السودان دون التأثر بتغير حكام البلد.
والمغرب راكم علاقات تاريخية تجعله، حسب مجموعة من الخبراء، مرشحا للعب دور الوساطة، خصوصا ما يتمتع به من مصداقية دبلوماسية تجعله الأقرب لتقريب وجهات النظر السياسية.
محطة تلو الأخرى، تعمق من ثقة السودانيين اتجاه الرباط للعب هذا الدور، خصوصا، كما سلف الذكر، عندما يؤكد المغرب على ضرورة منع فتح منافذ لتدخلات خارجية واحتواء الأزمة داخليا، مع التشديد في كل مناسبة، على أهمية تبني الحوار كسبيل لحل الأزمة في السودان.
هذا الحوار، وحسب مصادر قريبة، فإن المغرب يلعب دورا رياديا، عن طريق الوساطة، لإقناع طرفي النزاع للجلوس وفي دولة محايدة إلى طاولة المفاوضات.
إذ إنه، وعلى هامش لقاء وزراء الخارجية العرب ضمن منتدى التعاون العربي- الروسي، الأسبوع الماضي، بمراكش، صيغت، وبتكتم كبير، حسب هذه المصادر القريبة، تفاصيل مبادرة ينتظر أن يتوزع التنزيل الفعلي لها على دولتين، هما جيبوتي والمغرب ولتبقى الأمور داخل إطار عربي وإفريقي.
ولا تستبعد المصادر ذاتها، احتضان المغرب لمحطات من المفاوضات وعقد لقاء مباشر بين عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، ونائبه محمد حمدان دقلو الشهير ب “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع من أجل إنهاء الاقتتال في البلاد.
وما هو ثابت إلى حد الآن، هو موافقة البرهان على الاجتماع بحميدتي، بشرط أن ينحصر النقاش على الانسحاب من المدن ووقف إطلاق النار.
الموافقة جاءت عبر رسالة سلمها وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، إلى عبد القادر كمال محمد، رئيس وزراء جيبوتي ورئيس منظمة “إيغاد”، عبر سفير جيبوتي في المغرب، محمد ظهر حسي، خلال المنتدى العربي الروسي الذي تم انعقاده في مراكش، حسب مصادر عليمة.
وللإشارة، فإن منظمة “إيغاد”، هي هيئة حكومية للتنمية يتواجد مقرها بجيبوتي، وتضم أيضا السودان وجنوب السودان والصومال وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وأوغندا.
وفي لقاء صحفي مشترك، تم تنظيمه عشية انعقاد النسخة السادسة من المنتدى العربي الروسي بمراكش، نوه وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السودانية، علي الصادق، ب “متانة العلاقات” التي تربط الرباط بالخرطوم، كما أشاد بما يوليه البلدان من اهتمام للقضايا العربية، وإيجاد حلول للمشاكل التي تمر بها السودان.
وأشار أيضا، إلى أنه أطلع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على الوضع في السودان، خصوصا ما حدث في الفترة الأخيرة، بعد هجوم جماعة متمردة على مؤسسات الدولة، حيث تسعى الحكومة السودانية إلى تجاوز الوضع بنهج الحوار وبوساطات إقليمية.
ورحب المسؤول السوداني بكل الجهود العربية التي تتوخى التوصل إلى حل سلمي للحرب في السودان.
وعن الجانب المغربي، عبر بوريطة أن “المملكة المغربية، ومن منطلق علاقاتها الإنسانية القوية مع السودان، مستعدة للقيام بكل ما يمكن لمساعدة هذا البلد الشقيق حتى يستعيد استقراره ووحدته الوطنية”.
الاستعداد إذن لتقديم المساعدة، يعبر عنه المغرب دوما مع تغليب الحياد والموضوعية، وعقد الآمال على حوارات من الممكن أن تؤدي إلى نتائج من شأنها إعادة التهدئة والاستقرار إلى السودان، بما يخدم مصالحه الوطنية، حيث أضاف بوريطة أن “الملك محمد السادس له ثقة كاملة في قدرة السودانيين على إيجاد الحلول التي تغلب مصلحتهم الوطنية على كل الاعتبارات”.