بحضور الملك محمد السادس وولي العهد الأمير مولاي الحسن خطيب الجمعة يستحضر أهمية الحفاظ على الثروة المائية..
سلا الجديدة -ماروك يونيفرسال-متابعة
أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، صلاة الجمعة بمسجد ولي العهد الأمير مولاي الحسن بمدينة سلا.
واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بقوله سبحانه وتعالى: “وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يومنون” ، مستحضرا نعمة الماء الذي هو “روح حياة الكائنات وسر الوجود، وجوهر كل نشاط تنموي، تحيا به الأرض بعد موتها”.
مبرزا أن الماء نعمة عظمى تفضل بها الله على أرضه وعباده، ولمكانة الماء جعل الله عرشه عليه حيث قال تعالى “وكان عرشه على الماء”.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى أوجب الطهارة بالماء، وبأثره يعرف المسلمون يوم القيامة، “لأنهم الغر المحجلون من أثر الوضوء”، كما جعل من الماء كل مخلوق كائن، وفق قوله تعالى “والله خلق كل دابة من ماء”.
ومن عجيب أمره، أورد الخطيب، أن جعل الله الماء وسيلة لحسن الجزاء في الدنيا، حيث قال تعالى: “وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غذقا”.
ولما كان الماء بهذا القدر عند الله تعالى وبهذه الأهمية للإنسان، شدد الخطيب على أن الإسلام أوجب علينا أن نتصرف فيه بالحكمة وأن ندبره أحسن تدبير، وأن ننظم طرق التعامل معه، وكلها تدور على عدم الإسراف في استعماله، مستشهدا بقوله تعالى: “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.
وأبرز أنه “ووفقا لهذا الهدي الرباني نفهم ما نراه على الدوام من حرص أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، على ضمان تزويد المناطق الحضرية والقروية بهذه المادة الحيوية للشرب والإنتاج، مع توجيهه السامي، حفظه الله، من أجل اتباع سياسة رشيدة توقعية في إطار توفير الماء وحسن استعمال ما توفر منه، سواء كان الماء تحت الأرض أو جاريا فوق سطحها”.
من زاوية ثانية، ذكر الخطيب أن أهل العلم جعلوا الإسراف في الماء من مكروهات الوضوء، حتى لو كان المتوضئ على شاطئ البحر.
وسجل، في هذا الصدد، أن عوائد غير مقبولة شرعا وعقلا جعلت بعض الناس في وقتنا يستهلكون الماء بصورة لا تدل على احتساب العواقب على الأفراد والجماعات.
واستحضر خطيب الجمعة، في هذا الباب، قوله تعالى: “ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض”، مشيرا إلى أن حسن الاقتصاد في الماء من التقوى التي تنال بها بركات السماء والأرض، مع ترك الغفلة وضرورة استحضار الإنذار الذي قال فيه تعالى: “قل أرايتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين”.
وأكد الخطيب أن تقوى الله في موضوع الماء “يجب أن تكون حاضرة في عقولنا على الدوام، نحاسب أنفسنا على سلوكنا الشخصي وننصح غيرنا في هذا الباب ونتعاون عليه؛ لأن ذلك يدخل بحق في باب التعاون على البر والتقوى، ويدخل في ما يرضاه الله وينفع به كل مؤمن رشيد”.
ولم يفت الخطيب التوجه نحو حث المؤمنين والمؤمنات على الحرص على نعم الله وصيانتها وشكرها بالعمل في كل حين.
وفي الختام، توجه الخطيب بالدعاء إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين الملك محمدا السادس، وأن يكون له وليا ونصيرا ومعينا وظهيرا وعاصما ومجيرا، وأن يحفظه بالسبع المثاني ويصلح به وعلى يديه وأن يكرمه ويكرم به حتى ترضى ويرضى، وأن يقر عينه بولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد وأن يحفظه في باقي أسرته الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى العلي القدير بأن يمطر شآبيب الرحمة والرضوان على الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، وأن ينعم على المملكة بنعمة الأمن والاطمئنان.